الإجهاد الجزء الثاني
ما هي آلية عمل الإجهاد؟ الإجهاد يحدث نتيجة للاختلال في عملية التوازن الداخلي الذي يحاول الجسم توفيره (حالة مرجعية)، وفي حالة الإصلاح تسمى اضطرابات الإرق، حيث تزيد العمليات الهدمية في الجسد عن العمليات البنائية. جسدك في حالة دائمة من الهدم والبناء على مدار اليوم، وهذا يدخل في نطاق معروف باسم (التمثيل الغذائي). في حالة زيادة الإرهاق أو الإجهاد، هنا يدخل الجسم في حالة من (الحالة التقويضية) أو بما يعرف بالحالات الهدمية، حيث يبدأ الجسم في تكسير الخلايا أكثر مما يقوم ببنائها.
الإجهاد العضلي ينقسم من حيث النوع إلى قسمين:
الإجهاد المركزي: وهو إجهاد خاص بالجهاز العصبي المركزي.
الإجهاد المحيطي: وهو إجهاد خاص بالجهاز العضلي، وينقسم إلى نوعين:
لحظي لفترة قصيرة.
مستمر لفترات طويلة.
الميكانيزم الأول أو الإجهاد المركزي: يحدث نتيجة لعدم قدرتنا على إنتاج قوة عن طريق العضلات، ويرجع الأمر للجهاز العصبي نتيجة لضعف الإشارات العصبية المرسلة من الجهاز العصبي المركزي في العمود الفقري وتقليل الوحدة الحركية: أو الاتصال العصبي بالعضلات عن طريق نقطة تسمى تقاطع عصبي عضلي. تطويع الأشكال العضلية في الأصل هو عملية تسلسلية من إنتاج القوة إلى إنتاج القوة (من وحدات حركية منخفضة العتبة إلى وحدات محرك عالية العتبة). بالتالي إذا كانت الإشارات القادمة من الجهاز العصبي مختلة نتيجة للإصلاح، لن نستطيع تطويع الألياف الكبيرة أو المؤهلات القادرة على إنتاج قوة أكبر لكي تتغلب على الحمل الميكانيكي (مثل البار والوزن الموضوع).
آلية أخرى لهذا الإجهاد هي ضعف الاستثارة الخاصة بالعضلات. فمن الممكن أن تكون الإشارات قادمة بصورة فعالة من الجهاز العصبي، لكن لا يحدث استثارة عالية من الوحدة الحركية المتصلة بالعضلات لكي تقوم بتفعيل وحدة المحرك ذات العتبة العالية أو الألياف القادرة على إنتاج قوة أكبر. بالتالي تفعيل الألياف العضلية ينخفض نتيجة لتقليل النفاذية واستثارة نقاط اتصال الجهاز العصبي بالعضلات.
للأسف، الإجهاد العصبي لا يؤثر فقط على قدرتنا في أداء التمرين، بل يمتد تأثيره خارج إطار التمرين حتى على النشاط الشخصي وحياة الشخص اليومية. لذلك يعتبر الأسوأ في أنواع الإجهاد، ويحتاج فترات أطول لكي تتم عملية الشفاء منه.
الإجهاد العضلي الفرعي (التابع للعضلات): وهو عدم قدرة الألياف العضلية ذاتها على إنتاج قوة كافية للتغلب على الحمل الميكانيكي الموضوع عليها، حتى بدون إجهاد أو اختلال عصبي. بالتالي فالجهاز العصبي المركزي غائب في هذه الآلية من العمل. الإجهاد العضلي يحدث نتيجة لثلاث آليات عمل:
-
ضعف في إنتاج أيونات الكالسيوم من (الشبكة الساركوبلازمية): وهي شبكة داخل الأنابيب العضلية ذات طابع غشائي موازية للآلات العضلية تشريحيًا، وظيفتها أنها تخزن وتطلق أيونات الكالسيوم أثناء عملية الانقباض العضلي، والكالسيوم عنصر فعال في هذه العملية.
-
تقليل حساسية البروتينات الانقباضية (أكتين وميوسين) لأيونات الكالسيوم. الأكتين والميوسين هما نوعان من البروتينات الموجودة داخل الأشكال العضلية التي يتم من خلالها عملية الانقباض العضلي وتوليد القوة عن طريق العضلات. بالتالي، نفاذية أيونات الكالسيوم للأكتين والميوسين تنقص، مما يؤدي إلى ضعف في الانقباض العضلي كذلك (آلية الانقباض العضلي).
-
تداعي بروتين الأكتين والميوسين وضعف وظيفة الجسر المتقاطع للأكتين والميوسين عبر الجسر المتقاطع. وهي نقطة تلاقي نوعين البروتين. كلما زادت فترة الانقباض العضلي نتيجة للحمل الميكانيكي، زادت نقاط الاتصال داخل الألياف العضلية، مما يزيد من إنتاجية القوة من العضلات عن طريق قوة الانقباض العضلي نفسها.
معظم مشاكل الإجهاد الفرعي أو إجهاد العضلات غالبًا ما تكون نتيجة لمخلفات عمليات التمثيل الغذائي مثل: (أيونات الفوسفات، أيونات الهيدروجين، ثنائي فوسفات الأدينوسين).
الإجهاد الفرعي، لحسن الحظ، يؤثر علينا فقط في الفترة التدريبية ولا يتداخل في حياتنا اليومية.
الجزء القادم بإذن الله سنتابع الحديث حول آلية العمل الخاصة بالإجهاد.
الكتب:
-
التعافي من الأداء في الرياضة.
-
التعافي من التدريب.
-
إجهاد العضلات البشرية.
-
تضخم نمو ألياف العضلات الناجم عن التوتر الميكانيكي.
-
الكيمياء الحيوية لعملية التمثيل الغذائي للرياضة والتمارين الرياضية.
الدراسات:
1-https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC5033663/
2-https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/20840567/
3-https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/6117420/
4-https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/19221925/
5-https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/6100456/
6-https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/8585476/
7-https://journals.physiology.org/…/japplphysiol.91599.2008
8-https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/20822034/
9-https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/27003703/
10-https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/30817710/
11-https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC1725023/
12-https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/18195089/
13-https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/18202563/